Arab News Agency

دعا رئيس الجمهورية العربية السورية أحمد شارة، من منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، الدول إلى رفع جميع العقوبات.

وجاءت أبرز نقاط خطاب شارة على النحو الآتي:

«أتيتكم من دمشق، إحدى مهد الحضارات. سورية، التي علّمت العالم هذا، حُكمت طوال ستين عاماً بنظام قمعي جرى فيه تسخيف قيمة الإنسان وقمعه بالظلم والجور. لكننا نجحنا في استعادة كرامتنا.

لقد استخدم النظام السابق أبشع أساليب التعذيب ضد شعبنا. عذّبوا شعبنا بالأسلحة الكيميائية والأدوية المخدّرة، ومزّقوا بلدنا وجلبوا مقاتلين من أنحاء العالم.

قتل النظام السابق مليون إنسان بريء، وهجّر مئات الآلاف من منازلهم. دمّروا مليوني منزل. هاجموا العُزّل بالأسلحة الكيميائية، وقتلوا النساء والأطفال بلا رحمة، وخنقوهم بالغازات السامة لإسكات الحقيقة. لم يكن هناك أي لغةٍ للحل آنذاك.

لم يكن أمام الناس خيار سوى التنظيم عسكرياً للتخلّص من ذلك النظام. لقد كانت عملية بدافع الخير والرحمة، وبقدر كبير من التحمّل. لم تُستهدف المدنيون إطلاقاً. قاتلنا من أجل العدالة فقط؛ ولذلك انتصرنا من أجل عائلات شهدائنا وشعبنا ومستقبل أطفالنا، ولكي يتمكّن اللاجئون والمهاجرون من العودة إلى بيوتهم. نحن نفتح صفحة جديدة وصعبة.

إن نجاح سورية، والتضامن بين شعوبنا، يواصلان نضالنا ضد التمييز والطائفية ومن يريد تقسيم بلدنا من جديد. والشعب السوري يعرف جيداً كيف يواجه ذلك. سنواصل جهدنا لتسليم المذنبين إلى العدالة.

إن موقف الدعم الذي أبداه المجتمع الدولي تجاه سورية بالغ الأهمية، وإن غيابه سيؤدي إلى أزمات جديدة في منطقتنا. إزاء هذه الاعتداءات، تقف سورية مع الحوار، ونريد من المجتمع الدولي أن يقف إلى جانبنا وفقاً لاتفاق عام 1974.

نواصل بجهود دبلوماسية مكثّفة إعادة ترميم علاقاتنا الدولية. ومع شركائنا العالميين والإقليميين عملنا على رفع كثير من العقوبات. والآن ندعو إلى رفعها بالكامل، إذ ينبغي فكّ هذه السلاسل عن قدمي الشعب السوري.

سورية تبني مؤسساتها من الصفر، وتعيد كتابة قوانينها لبناء بلد جديد يحمي حقوق الجميع.

أشكر كل من وقف إلى جانب قضية الشعب السوري وساعد في هذه المآسي، ولا سيما تركيا وقطر والمملكة العربية السعودية وجميع الدول العربية والولايات المتحدة وأوروبا.

لا نتمنى ما عانيناه لأي أحد. نحن من الشعوب التي تفهم هول الحرب أكثر من غيرها، ولذلك نقف إلى جانب شعب غزة. نريد إنهاء الحرب. لقد فتحت سورية صفحة جديدة من أجل السلام والازدهار والاستقرار».